الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)
.سنة خمس وستين وست مائة: وحصل له عرج منها. وفيها توفي خطيب القدس كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد النابلسي الشافعي. ولد سنة تسع وسبعين وخمس مائة وسمع بدمشق من القاسم ابن عساكر وحنبل. وكان صالحًا متعبدًا متزهدًا. توفي بدمشق في ذي القعدة. وإسماعيل الكوراني القدوة الزاهد شيخ كبير القدر قصود بالزيارة صاحب ورع وصدق وتفتيش عن دينه. أدركه أجله بغزة في رجب. وبركة بن تولى بن جنكزخان المغلي سلطان مملكة القفجاق الذي أسلم. وراسل الملك الظاهر وكذا ابن عمه هولاوو. وتوفي في عشر الستين. وتملك بعده ابن أخيه منكوتمر. والقميري الأمير مقدم الجيوش ناصر الدين حسين بن عزيز الذي أنشأ المدرسة بسوق الحريمين. كان بطلًا شجاعًا رئيسًا عادلًا جوادًا وهو الذي ملك دمشق للناصر. توفي مرابطًا بالساحل في ربيع الأول. وأبو شامة العلامة المجتهد شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي المؤرخ صاحب التصانيف. ولد سنة تسع وتسعين وخمس مائة. قرأ القراءات سنة ست عشرة على البخاري وسمع من الشيخ الموفق وعبد الجليل بن مندويه وطائفة. توفي في تاسع عشر رمضان , وكان متواضعًا خيرًا. وابن بنت الأعز قاضي القضاة تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي المصري الشافعي. صدر الديار المصرية ورئيسها. كان ذا ذهن ثاقب وحدس صائب وعقل ونزاهة وتثبت في الأحكام. روى عن جعفر الهمذاني وتوفي في السابع والعشرين من رجب. وابن القسطلاني الشيخ تاج الدين علي بن الزاهد أبي العباس أحمد بن علي القيسي المصري المالكي المفتي المعدل. سمع بمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي وطائفة. ودرس بمصر ثم ولي مشيخة الكاملية إلى أن توفي في سابع عشر شوال. وله سبع وسبعون سنة. وأبو الحسن الدهان علي بن موسى السعدي المصري المقرئ الزاهد. ولد سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقرأ القراءات على جعفر الهدذاني وغيره وتصدر بالفاضلية. توفي في رجب. وكان ذا علم وعمل. وصاحب المغرب المرتضى أبو حفص عمر بن أبي إبراهيم القيسي المؤمني. ولي الملك بعد ابن عمه المعتضد علي وامتدت أيامه. وكان مستضعفًا وادعًا فلما كان في المحرم من العام دخل ابن عمه أبو دبوس الملقب بالواثق بالله إدريس بن أبي عبد الله بن يوسف مراكش فهرب المرتضى فظفر به عامل للوائق وقتله بأمر الواثق في ربيع الآخر وأقام الواثق ثلاثة أعوام ثم قامت دولة بني مرين وزالت دولة آل عبد المؤمن. وابن خطيب بيت الآبار ضياء الدين أبو الطاهر يوسف بن عمر بن يوسف بن يحيى الزبيدي. توفي يوم الجمعة يوم الأضحى وله أربع وثمانون سنة. سمع من الجنزوري والخشوعي وناب في خطابة دمشق زمن العادل. ويوسف بن مكتوم بن أحمد القيسي شمس الدين والد المعمر صدر الدين. توفي في ربيع الأول عن إحدى وثمانين سنة. وروى عن الخشوعي والقاسم وجماعة. وقد روى عنه زكي الدين البرزالي مع تقدمة. .سنة ست وستين وست مائة: ثم هدمها ثم حاصر الشقيف عشرة أيام وأخذها بالأمان. ثم أغار على أعمال طرابلس وقطع أشجارها وغور أنهارها. ثم نزل تحت حصن الأكراد فخضعوا له فرحل إلى حماة ثم إلى أفاميا ثم ساق وبغت أنطاكية فأخذها في أربعة أيام وحصر من قتل بها فكانوا أكثر من أربعين ألفًا. ثم أخذ بغراس بالأمان. وفيها كانت الصعقة العظمى على الغوطة يوم ثالث نيسان إثر حوطة السلطان عليها. ثم صالح أهلها على ست مائة ألف درهم فأضر الناس وباعوا بساتينهم بالهوان. وفيها توفي المجد ابن الحلوانية المحدث الجليل أبو العباس أحمد بن عبد الله بن المسلم بن حماد الأزدي الدمشقي التاجر. ولد سنة أربع وست مائة وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني فمن بعده. وكتب العالي والنازل ورحل إلى بغداد ومصر والإسكندرية وخرج المعجم. توفي في والشيخ العز خطيب الجبل أبو إسحاق إبراهيم بن الخطيب شرف الدين عبد الله بن أبي عمر المقدسي الزاهد. ولد سنة ست وست مائة وسمع من العماد والموفق والكندي وخلق. وكان فقيهًا بصيرًا بالمذهب صالحًا عابدًا مخلصًا متينًا صاحب أحوال وكرامات وأمر بالمعروف وقول بالحق. توفي في تاسع عشر ربيع الأول. وقد جمع ابن الخباز سيرته في مجلد. والحبيس النصراني الكاتب ثم الراهب. أقام الراهب. أقام بمغارة بجبل حلوان بقرب القاهرة. فقيل إنه وقع بكنز الحاكم صاحب مصر. فواسى منه الفقراء والمستورين من كل ملة. واشتهر أمره وشاع ذكره وأنفق ثلاث سنين أموالًا عظيمة. وأحضره السلطان وتلطف به فأبى عليه أن يعرفه بجلية أمره وأخذ يراوغه ويغالظه. فلما أعياه حنق عليه وسلط عليه العذاب. فمات. وقيل إن مبلغ ما وصل إلى بيت المال من طريقه في الداء عن المصادرين في مدة سنتين ست مائة ألف دينار. فضبط ذلك بقلم الصيارفة الذين كان يضع عندهم الذهب. وقد أفتى غير واحد بقتله خوفًا على ضعفاء الإيمان من المسلمين أن يضلهم ويغويهم. وصاحب الروم السلطان ركن الدين كيقباذ بن السلطان غياث كيخسرو بن السلطان كقباز بن كجيزو قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي. كان هو وأبوه مقهورين مع التتار له الاسم ولهم التصرف فقتلوه في هذه السنة وله ثمان وعشرون سنة لأن البروناه عمل عليه ونم عليه بأنه يكاتب الملك الظاهر. فقتلوه خنقًا وأظهروا أنه رماه فرسه. ثم أجلسوا في الملك ولده غياث الدين كيخسرو وله عشر سنين. .سنة سبع وستين وست مائة: فأشرف على ولده السعيد وكان قد استنابه بمصر. ثم رد إلى الغربة. وكانت الغيبة أحد عشر يومًا أوهم فيها أنه متمرض بالمخيم. وفيها توفي إسماعيل بن عبد القوي بن عزون زين الدين أبو الطاهر الأنصاري المصري الشافعي. سمع الكثير من البوصيري وابن ياسين وطائفة. كان صالحًا خيرًا. توفي في المحرم. والروذراوري مجد الدين عبد المجيد بن أبي الفرج اللغوي نزيل دمشق. كانت له حلقة اشتغال بالحائط الشمالي. توفي في صفر. وكان فصيحًا مفوهًا حفظة لأشعار العرب. وعلي بن وهب بن مطيع العلامة مجد الدين بن دقيق العيد القشيري المالكي. شيخ أهل الصعيد ونزيل قوص. وكان جامعًا لفنون العلم موصوفًا بالصلاح والتأله معظمًا في النفوس. روى عن علي بن المفضل وغيره. وتوفي في المحرم عن ست وثمانين سنة. والأيبوردي الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي بكر الصوفي الشافعي. سمع وهو ابن أربعين سنة من كريمة وابن قميرة فمن بعدهما حتى كتب عن أصحاب محمد بن عماد. وشرع في المعجم وحرص وبالغ فما أفاق من الطلب إلا والميتة قد فجئته. وكان ذا دين وورع. توفي بخانكاه سعيد السعداء في جمادى الأولى. وله شعر. والتاج مظفر بن عبد الكريم بن نجم الحنبلي الدمشقي مدرس مدرسة جدهم شرف الإسلام. روى عن الخشوعي وحنبل. ومات فجأة في صفر وله ثمان وسبعون سنة. وكان مفتيًا عارفًا بالمذهب حسن المعرفة. .سنة ثمان وستين وست مائة: وفيها أبطلت الخمور بدمشق وقام في إعدامها الشيخ خضر شيخ السلطان قيامًا كليًا. وكبس دور النصارى واليهود , حتى كتبوا على نفوسهم بعد القسامة أنه لم يبق عندهم منها شيء. وفيها توفي أحمد بن عبد الدائم بن نعمة مسند الشام زين الدين أبو العباس المقدسي الحنبلي الفقيه المحدث الناسخ. ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة وأجاز له خطيب الموصل وعبد المنعم الفراوي وابن شاتيل وخلق. وسمع من يحيى الثقفي وابن صدقة وأحمد بن الموازيني وعبد الرحمن الخرقي وجماعة. وتفرد بالرواية عنهم في الدنيا ثم رحل إلى بغداد فسمع من ابن كليب وابن المعطوش وجماعة. وقرأ بنفسه وكتب بخطه السريع المليح ما لا يدخل تحت الحصر وتفقه على الشيخ الموفق وخطب بكفر بطنا مدة. وكان فيه دين وتواضع ونباهة. روى الحديث بضعًا وخمسين سنة وانتهى إليه علو الإسناد. توفي في تاسع رجب. وأبو دبوس صاحب المغرب الواثق بالله أبو العلاء إدريس بن عبد الله المؤمني. جمع الجيوش وتوثب على مراكش وقتل ابن عمه صاحبها أبا حفص. وكان بطلًا شجاعًا مقدامًا مهيبًا خرج عليه آل مرين يعقوب بن عبد الحق المريني وتمت بينهما حروب إلى أن قتل دبوس بظاهر مراكش في المصاف واستولى يعقوب على المغرب. والكرماني الواعظ المعمر بدر الدين عمر بن محمد بن أبي سعد التاجر. ولد بنيسابور سنة سبعين وسمع في الكهولة من القاسم بن الصفار. وروى الكثير بدمشق وبها توفي في شعبان. ومحيي الدين قاضي القضاة أبو الفضل يحيى ابن قاضي القضاء محيي الدين أبي المعالي محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي بن قاضي القضاة منتجب الدين أبي المعالي القرشي الدمشقي الشافعي. ولد سنة ست وتسعين وروى عن حنبل وابن طبرزد. وتفقه على الفخر بن عساكر وولي قضاء دمشق مرتين فلم تطل أيامه. وكان صدرًا معظمًا معرقًا في القضاء. له في ابن العربي عقيدة تتجاوز الوصف. وكان شيعيًا يفضل عليًا على عثمان مع كونه ادعى نسبًا إلى عثمان. وهو القائل: أدين بما دان الوصي ولا أرى سواه وإن كانت أميةمحتدي ولو شهدت صفين خيلي لأعذرت وساء بني حرب هنالك مشهدي وسار إلى خدمة هولاوو فأكرمه وولاه قضاء الشام وخلع عليه خلعة سوداء مذهبة. فلما تملك الملك الظاهر أبعده إلى مصر وألزمه بالمقام بها. توفي بمصر في رابع عشر رجب. .سنة تسع وستين وست مائة: فتذلل له صاحب طرابلس وبذل له ما أراد وهادنه عشر سنين. وفي شوال جاء بدمشق سيل عرم وقت أول دخول المشمش وذلك بالنهار والشمس طالعة فغلقت أبواب البلد وطغى الماء وارتف وأخذ البيوت والجمال والأموال. وارتفع عند باب الفرج ثمانية أذرع حتى طلع الماء فوق أسطحة عديدة وضج الخلق وابتهلوا إلأى الله. وكان وقتًا مشهودًا أشرف الناس فيه على التلف ولو ارتفع ذراعًا آخر لغرق نصف دمشق. وفيها توفي ابن البارزي قاضي حماة شمس الدين إبراهيم بن المسلم بن هبة الله الحموي الشافعي. توفي في شعبان عن تسع وثمانين سنة. وكان ذا علم ودين تفقه بدمشق بالفخر بن عساكر وأعاد له. ودرس بالرواحية ثم تحول إلى حماة ودرس وأفتى وصنف. والشيخ حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الأزدي الصقلي المقرئ الرجل الصالح. قرأ القراءات على السخاوي وسمع الكثير وأجاز له المؤيد الطوسي. وتوفي في ربيع الآخر. وكان صالحًا ورعًا مخلصًا متقللًا من الدنيا منقطع القرين. عاش تسعًا وسبعين سنة رحمه الله. وابن سبعين الشيخ قطب الدين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر المرسي الصوفي. كان من زهاد الفلاسفة من القائلين بوحدة الوجود. له تصانيف وأتباع يقدمهم يوم القيامة. توفي بمكة في شوال كهلًا. وأبو الحسن بن عصفور الأبيلي النحوي صاحب التصانيف. والمجد ابن عساكر محمد بن إسماعيل بن عثمان بن مظفر بن هبة الله ابن عبد الله بن الحسين الدمشقي العدل. سمع من الخشوعي والقاسم وجماعة. توفي في ذي القعدة. .سنة سبعين وست مئة: وفي رمضان حولت التتار من تبقى من أهل حران إلى دمشق وخربت ودثرت بالكلية. وفيها توفي أحمد بن قاضي الديار المصرية زين الدين علي ابن العلامة أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي ثم المصري معين الدين. ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وسمع من البوصيري وابن ياسين وطائفة. توفي في رجب. والكمال سلار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشافعي المفتي أبو الفضائل صاحب ابن الصلاح. توفي في جمادى الآخرة وعليه كان مدار الفتيا بدمشق في وقته ولم يكن معه غير إعادة الباذرائية تفقه به جماعة. ومات في عشر السبعين أو نيف عليها. والجمال البغدادي عبد الرحمن بن سلمان بن الحراني الحنبلي المفتي نزيل دمشق. ولد سنة خمس وثمانين وخمس مائة وروى عن حنبل. وحماد الحراني وطائفة. توفي في شعبان. وابن يونس العلامة تاج الدين عبد الرحيم بن الفقيه رضي الدين بن محمد بن العلامة العلامة الكبير عماد الدين محمد بن يونس بن منعة الموصلي الشافعي مصنف التعجيز. توفي ببغداد وله اثنتان وسبعون سنة. وعبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن سعد المقدسي أبو محمد الصحراوي. روى عن وابن صصري القاضي الرئيس عماد الدين محمد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب التغلبي الدمشقي والد قاضي القضاة نجم الدين. ولد بعد الست مائة وسمع من الكندي وجماعة. وكان كامل السؤدد متين الديانة وافر الحرمة. توفي في العشرين من ذي القعدة عن سبعين سنة. والوجيه ابن سويد التكريتي محمد بن علي بن أبي طالب التاجر. كان واسع الأموال والمتجر عظيم الحرمة مسوط اليد في الدولة الناصرية والظاهرية. توفي في ذي القعدة عن نيف وستين سنة. ولم يرو شيئًا وأبو بكر النشي محمد بن المحدث علي بن المظفر بن القاسم الدمشقي المؤذن ولد في المحرم سنة إحدى وتسعين وسمع من الخشوعي وطائفة كبيرة. توقف بعض المحدثين في السماع منه لأنه كان جنائزيًا.
|